-A +A
ردينة فارس ـ غزة
أثارت مسألة منع اسرائيل ثمانية طلاب من الحصول على منحة "فولبرايت " للدراسات العليا في الولايات المتحدة قضية طلاب الجامعات في قطاع غزة الذين حرم الآلاف منهم من الالتحاق بالجامعات في الخارج منذ ما يزيد على عام بسبب الحصار والإغلاق الإسرائيلي المفروض على القطاع منذ سيطرة حماس عليه في شهر يونيو الماضي . وقد احتجت وزارة الخارجية الأمريكية على قرار حرمان الطلاب من تأشيرة خروج من غزة .وكانت الخارجية الأمريكية قررت سحب جميع منح "فولبرايت" من الطلبة بسبب رفض إسرائيل تأمين تصاريح مغادرتهم لغزة .
عبد الرحيم عبد الله واحد من بين ثمانية شعر بالصدمة بعدما تلقى رسائل عبر البريد الالكتروني بقرار سحب المنحة،وقال اذا كنا نتحدث عن السلام والتفاهم المتبادل، فان ذلك يعني الاستثمار في الأشخاص الذين سيسهمون لاحقا في المجتمع الفلسطيني وأضاف إن إسرائيل تتحدث عن الدولة الفلسطينية، ولكن مَنْ الذي سيبني الدولة إذا كنا لا نستطيع الحصول على أي تدريب، وتساءل هل تريد اسرائيل شعبا محبطاً ويائساً لن يتورع عن القيام بأي عمل للانتقام من الظلم الواقع عليه ؟

سياسة العقاب الجماعي طالت أهم فئة في المجتمع الفلسطيني وهي فئة طلبة وطالبات الجامعات. مايهدد مستقبل هؤلاء، حيث تحرمهم من حقهم في التعليم.الامر الذي يضع احلامهم في مهب الريح بعد أن ضاقوا ذرعاً وأصيبوا بحالة إحباط، جراء طول فترة انقطاعهم عن الدراسة، وفقدانهم العام الدراسي أو جزء منه. وبات الطلاب وخاصة الجامعيين منهم، في حالة من الخوف والقلق الشديد على مستقبلهم المجهول.
ويتكبد هؤلاء الطلبة خسائر مادية فادحة لعدم قدرتهم على السفر والالتحاق بمؤسساتهم التعليمية، وخاصة أولئك الذين قاموا بدفع المستحقات المالية وتكاليف الدراسة في تلك المؤسسات. كما أنهم اضطروا لإنفاق المزيد من الأموال خلال محاولاتهم السفر ومراجعة الدوائر الحكومية المختلفة، ذات العلاقة بتنسيق السفر والخروج، في قطاع غزة.
وتخالف تلك الإجراءات القانون الدولي لحقوق الإنسان، وخاصة الشرعة الدولية وتزيد هذه الممارسات من تدهور مجمل الحقوق المدنية والسياسية، فضلاً عن الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وبشكل خاص حق الأفراد في التربية والتعليم بكافة مراحله، وتتم هذه الإجراءات في ظل صمت دولي واضح، ما يشجع الاحتلال الإسرائيلي في التمادي في سياستها تجاه السكان المدنيين في قطاع غزة.